استهداف الجيش الإسرائيلي للصحافة المحلية والدولية في الأراضي الفلسطينية
يتعامل الاحتلال الإسرائيلي مع الصحافة العربية والأجنبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على أنها عدو وجب استئصال شأفته، فقد تصاعدت خلال الفترة الماضية اعتداءاته ضد الصحافيين ووسائل الاعلام في الأراضي الفلسطينية، وقد شملت إطلاق النار على الصحفيين والمصورين واعتقال العديد منهم، وتأتي هذه الانتهاكات استكمالا للاعتداءات على الصحافة ووسائل الاعلام في قطاع غزة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة في العاشر من شهر أيار الماضي.
وآخر هذه الاعتداءات كانت على الصحافية جيفارا البديري والمصور نبيل مزاوي العاملين في قناة الجزيرة، وذلك أثناء تغطيتهما للاعتداءات على المسيرة السلمية للتضامن مع أهالي حي الشيخ جراح في القدس، يوم السبت الماضي الخامس من شهر حزيران الجاري، وتبع ذلك اعتقال الصحافية البديري، واحتجازها والتحقيق معها لساعات، وقد تعرضت خلال عملية الاعتقال للتقييد والضرب من قبل جنود الاحتلال. وأصيبت الصحفية نجوان السمري بشظية قنبلة صوت، أطلقتها قوات الاحتلال على حشد من المواطنين والصحفيين، كانوا في وقفة تضامنية مع الناشطين منى ومحمد الكرد المعتقلين لدى الشرطة الإسرائيلية في اليوم التالي.
وشملت هذه الاعتداءات صحافيين آخرين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بينهم الصحفيين وهبي مكية وزينة حلواني؛ اللذان تم اعتقالهما لعدة أيام وتم الإفراج عنهما بشرط الحبس المنزلي لمدة خمسة أيام والإبعاد عن حي الشيخ جراح لمدة شهر ودفع غرامة مالية مقدارها 2000شيكل. وفي 21 أيار الماضي مدد القضاء الإسرائيلي الاعتقال الإداري لمصور قناة الغد التلفزيونية حازم ناصر، لمدة احدى عشر يوماً، وقد تم اعتقاله أثناء مروره بنقطة تفتيش إسرائيلية في مدخل مدينة طولكرم، عند عودته من تغطية مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين.
والاعتداء على الصحفيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة مبرمجة في غياب منظومة دولية رادعة لها، إذ تعتقل أكثر من 15 إعلامياً فلسطينياً بما يعرف بالاعتقال الإداري، وفقا لسجلات منظمة الصليب الأحمر الدولية.
وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر أيار الماضي، استهدفت الطائرات الإسرائيلية المكاتب الصحفية ووسائل الاعلام، وارتكبت بحقهما جرائم ترتقي إلى جرائم حرب، ووفقا لتقرير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ، استشهد الصحفي يوسف أبو حسين الذي يعمل مذيع في فضائية الأقصى، جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي يوم 19 مايو الماضي بصاروخين لشقة في بناية لعائلة أبو حسين، في مدينة غزة، وإصابة أكثر من 12 صحافياً، وتدمير 44 مقر مؤسسة إعلامية بين كلي وجزئي، وأكثر من احدى عشرة بناية يتواجد فيها شركات دعاية وإعلان، وإنتاج فني، ومطابع، ودور نشر، وتضرر أكثر من 22 منزلاً لصحفيين واعلاميين بشكل كلي وجزئي، بالإضافة لاستهداف سيارات تابعة لصحفيين واعلاميين وتدمير ستة منها.
ومن هذه المؤسسات قناة الجزيرة والجزيرة مباشر، ووكالة أسوشيتد برس( AP)، وفضائية القدس وصوت القدس ، وإذاعة صوت الاسرى، وصحيفة فلسطين، ومنتدى الإعلاميين الفلسطينيين، والوكالة الوطنية، وتلفزيون TRT التركي، وقناة المملكة الأردنية، وفضائية النجباء، وفضائية الاتجاه، ووكالة سبق، وفضائية الكوفية، ووكالة APA المحلية للتصوير، وتلفزيون سوريا، وإذاعة ونادي الصحفي الصغير، وقناة روسيا اليوم، وتلفزيون دبي، والتلفزيون الألمانيZDF، وقناة برس، وقناة الجزيرة الإنجليزية، ومؤسسة طيف الإعلامية، ومؤسسة هنا القدس الإعلامية، وجريدة الحياة الجديدة، وإذاعة الحياة، وشركة ميادين للإعلام، وشركة غزة للإعلام، وشركة فلسطين للإنتاج الإعلامي، وفضائية الأقصى، وإذاعة طيف، ومركز هلا فلسطين، والتلفزيون العربي، و شركة عالم نيوز، ووكالة مصدر الإخبارية، ومكاتب مركز تطوير الإعلام التابع لجامعة بيرزيت، ومبنى قناة فلسطين اليوم، ومكتب فلسطينيات، ووكالة نوى الإخبارية، ومركز غزة للصحافة ولحرية الإعلام، ومكتب قناة المنار الفضائية ، ومكتب وكالة معا .
وهذه الاعتداءات على الصحافيين ووسائل الاعلام الفلسطينية والعربية والدولية، تستهدف إخفاء الحقائق وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني عن الرأي العام العالمي، وتشكل انتهاكا للحقوق الأساسية التي نص عليها الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وانتهاكا لاتفاقية جنيف الرابعة، التي منحت الصحفيين الحماية القانونية أثناء النزاعات المسلحة، باعتبارهم مدنيين لا يجوز التعرض لهم أو استهدافهم ما داموا غير مشاركين في الأعمال العدائية.
وفي منظمتنا الحقوقية نطالب المجتمع الدولي التدخل السريع وفرض عقوبات على دولة الاحتلال والتعامل معها بحزم واحالة ملفات الاعتداء على الصحفيين إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما نطلب من الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين عدم التعامل مع الاعلام الإسرائيلي وفضح ممارساته، ومن المجتمع الدولي عدم الكيل بمكيالين وإظهار المُحتل والاحتلال بصورة متساوية.