الاحتلال الإسرائيلي يواصل نبش قبور الموتى الفلسطينيين
اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين مساء الأحد؛ قرب المقبرة اليوسفية بجانب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، مساء اليوم الأحد، وألقى شبان فلسطينيون بحاوية تابعة للاحتلال خارج المقبرة اليوسفية بعد أعمال تجريف ونبش لقبور المسلمين، ووثقت مقاطع مصورة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الصوت والغاز صوب الشبان والاعتداء على الناشطين محمد أبو الحمص وجواد صيام، كما اعتدت بالضرب بالهراوات والدفع على الأهالي والصحفيين بالمكان وأقدمت على إخلاء محيط مقبرة صرح الشهداء.
ويحتج الأهالي رفضًا لتجريف ونبش مقابر المسلمين تمهيدًا تحويلها إلى حديقة توراتية. وأقدمت بلدية تل أبيب على نبش وإزالة قبور فلسطينيين في مقبرة “الإسعاف” في مدينة يافا التي تعود إلى القرن الـ 18، من أجل إقامة مركز لإيواء المشردين، على الرغم من أنها المدينة الكبرى في إسرائيل، من حيث الأراضي والعقارات. ويخوض أهالي يافا، منذ أكثر من عامين، معارك قضائية وسياسية لحماية قبور آبائهم وأجدادهم في هذه المقبرة، والتي تعد من معالم المدينة، ورمزاً من رموز هويتها، ونجح الأهالي من خلال هذه الخطوات في تجميد مشروع البلدية مؤقتاً، لكن القضاء الإسرائيلي وقف في النهاية إلى جانب البلدية، ومنحها الضوء الأخضر لاستئناف البناء.
ولجأت “الهيئة الإسلامية في يافا” إلى المحكمة المركزية، ومن بعدها إلى محكمة العدل العليا، والتي بدورها أعادت القضية إلى المحكمة المركزية”، وأضاف: “في نهاية المداولات، رفضت الأخيرة استئناف الهيئة، وهو ما اعتبرته البلدية ضوءاً أخضر استأنفت معه أعمال نبش القبور والحفريات من جديد، ومنعت قوى الأمن المواطنين الفلسطينيين من الاقتراب من الموقع، وبذا فإنهم لا يعرفون ماذا يجري لقبور آبائهم وأجدادهم هناك”.
وأمّا مقبرة مأمن الله فهي تخضع، منذ عام النكبة وحتى اليوم، إلى عمليات تجريف وتدنيس وإقامة مشاريع سياحية واحتفالات دينية يهودية؛ فضلاً عن مشروع ضخم لإطلاق «متحف التسامح»، على مساحة 25 دونماً من أرضها. وهذه ليست مقبرة عادية، كما هو معروف، إذْ تجاور باب الخليل، وتعود إلى بدايات الفتح الإسلامي للمدينة في العام 636 م، وتضمّ العديد من الأضرحة ورفات الصحابة وأشراف المسلمين. وكانت عمليات الاعتداء عليها قد وُضعت، مراراً وتكراراً، أمام مجلس الأمن الدولي؛ الذي وقف أعضاؤه، كالعادة، مكتوفي الأيدي إزاء الانتهاكات الفاضحة للمقبرة.
وسيطرت إسرائيل بعد النكبة على أملاك الفلسطينيين الفردية والجماعية والعامة في يافا، وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية، وعملت على نحو خاص على إزالة مئات المقابر والمساجد، وغيرها من الشواهد التي تدل على هوية البلاد. وقال أستاذ التاريخ الدكتور سامي أبو شحادة، وهو ابن مدينة يافا إن “السلطات الإسرائيلية استولت على أملاك أهالي يافا والمدن العربية، بعدما طردت الغالبية العظمى منهم، مستخدمة قانون أملاك الغائبين، بما في ذلك الأملاك العامة، ومنها أملاك الوقف الإسلامي، بما تحتويه من مساجد ومقابر وغيرها”.
وتشير المراجع التاريخية إلى أن الغالبية العظمى من أرض فلسطين، التي كانت تحت الانتداب البريطاني قبل عام 1948، كانت ملكية خاصة للفلسطينيين، أو عامة، أو وقفيات إسلامية ومسيحية، وأن ملكية اليهود لم تزد على 7%.، وأحالت إسرائيل ملكية الأراضي العامة، وأملاك المهجرين الفلسطينيين إلى صندوق خاص لليهود، يحمل اسم كيرن كييمت؛ وهو الصندوق القومي اليهودي، وأقيم في العام 1901م من أجل جمع التبرعات لشراء الأراضي في فلسطين، لصالح الحركة الصهيونية.