التقارير

الاستخبارات الأمريكية اتبعت أساليب وحشية في المعتقلات السرية التي تديرها حول العالم

هذا الأسبوع عرف العالم أن المعتقل عمار البلوشي الذي يواجه حكًما بالإعدام، أصيب بتلف في الدماغ جراء صدم رأسه بجدار من الخشب مرارًا وتكرارًا.

والبلوشي هو باكستاني نشأ في الكويت وقد استُخدم أداة لتدريب المحققين الجدد على التعذيب، وذلك أثناء احتجازه بمركز سري في أفغانستان تابع لوكالة الاستخبارات الأميركية، وفق مصادرنا.

فالعالم وبعد عقدين من التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، لا يزال بحاجة إلى معرفة الحقيقة.

فالمعاملة الوحشية الممنهجة التي مارستها الوكالة الأميركية على المعتقلين كانت قاسية وبلا فائدة. وبعض أعمال التعذيب الرهيبة التي نُفذت بموجب البرنامج الدولي للتعذيب، الذي صُمم قبل 20 عامًا، عقب هجمات 11 سبتمبر، والذي “يحوّل” المعتقلين إلى مرافق اعتقال سرية حول العالم، لا يزال مستمرًا في التكشف.

ومن ضمن الأساليب الإعدامات الوهمية والعنف الجنسي؛ والإيهام بالغرق عشرات المرات في الشهر؛ والموت أثناء الاستجواب وتعريض المعتقلين للبرد القارس، وتركهم عراة ت والحرمان من النوم وغير ذلك من الأساليب.

وبرنامج التعذيب كان عديم الجدوى كما كان وحشيًا، وفي بعض الأحيان أدى، حسب إشارة التقرير الذي أعده المفتش العام الأميركي، إلى دفع المعتقل للكذب لإيقاف التعذيب، الأمر الذي أكده تقرير للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ عام 2014، الذي وجد أن الاستجوابات أدت في كثير من الأحيان إلى شهادات زور، في حين أن الأساليب غير القسرية أدت إلى الحصول على معلومات مفيدة.

وهذه التفاصيل ظهرت في تقرير دامغ كتبه المفتش العام لوكالة الاستخبارات المركزية في العام 2008، ولكن تم الإفراج عنه الآن فقط بعد رفع دعوى قضائية، وقد برر المسؤولون الرسميون “أنَّ الحرب على الإرهاب” أصبحت غاية تم استخدامها لتبرير كل أنواع التعذيب التي جرت سرًا.

ونؤكد على ضرورة المحاسبة الصادقة والشفافة تساعد في دحض الأسطورة الخطيرة القائلة بأن التعذيب يحقق نتائج، ودحض المزاعم بأن الأمن القومي يتطلب سلطات غير مقيدة تُستخدم في سرًا. وأن هذا الدحض جزء أساسي لضمان عدم ارتكاب مثل هذه الجرائم مرة أخرى.

ونرى ضرورة محاسبة القائمين على هذه البرامج المختصة في التعذيب أمام محاكم دولية مختصة وعدم السماح لهم التملص من العقاب.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى