الحكومة العسكرية ترتكب أعمال تطهير ديني ضد المسيحيين في ميانمار
ناشد السكان المحليون مجلس الأمن الدولي التحرك لإنقاذ سكان بلدتهم ثانتلانغ وغيرها من بلدات ولاية تشين ذات الأغلبية المسيحية شمال غرب ميانمار، مطالبين بعقد جلسة لمجلس الأمن للوقوف على حال المدينة التي تعرضت لأعمال حرق وقصف مدفعي استهدف أكبر كنيستين، وحرق نحو 160 منزلًا للسكان في اليومين الماضيين، بما فيها مقر منظمة تشين لحقوق الإنسان وجمعيات إنسانية أخرى، مؤكدين أن ذلك حدث بعد أعمال حرق أصابت 4 قرى أخرى قريبة.
ويشار إلى أن ولاية تشين تقع في أقصى الشمال الغربي لميانمار، وهي محاذية لولاية أراكان، ويسكنها أقل من نصف مليون نسمة، وهي ذات طبيعة جبلية وعرة، وقد ظلت من أقل المناطق تنمية وأكثرها فقرًا في البلاد، إذ تشير بعض الأرقام إلى أن نسب الفقر فيها تبلغ 73% من السكان، وسكانها متوزعون على الأرياف الجبلية التابعة لـ 9 بلدات، وثانتلانغ التي تعرضت لأعمال الحرق في اليومين الماضيين هي واحدة من هذه البلدات.
وأظهرت تسجيلات من الجو بثها السكان المحليون ما يبدو أنهم عناصر للجيش الميانماري يتحركون نحو إحراق مبان قريبة من كنيسة المعمدان في مدينة ثانتلانغ، مشيرين إلى أن الجيش تلقى دعمًا إضافيًا بوصول 15 شاحنة تقلّ مزيدًا من عناصره.
وذكرت وكالة “تشيند وين” المعارضة إن الجيش الميانماري أسس قاعدة فوق المرتفعات المطلّة على المدينة لإحكام السيطرة ومراقبتها، وعدم السماح بفرار المواطنين، مشيرة إلى ان الجيش يقمع كل من يحاول الهروب من المدينة.
وصرحت مصادر لمنظمتنا إلى أن النازحين من الولاية يبلغون نحو 60 ألف شخص، 30 ألفًا منهم عبروا الحدود إلى ولاية ميزورام الهندية -وتقع في أقصى شمال غرب الهند- في حين توزع العدد الباقي على أرياف الولاية وبلداتها، وذكرت تلك المصادر إن المنازل التي تعرضت للحرق منذ شهر أغسطس/آب تقدر بنحو 300 منزل، وهو ما بث الرعب في نفوس السكان ودفعهم إلى النزوح عن بلداتهم وقراهم.
وأوضحت منظمة “بروسيكيوشن” أو “كريسيتيان كونسيرن الدولية” المعنية بحقوق الأقليات المسيحية إن بلدة ثانتلانغ التي يقطنها نحو 10 آلاف من قومية تشين باتت خالية بعد أن هجرها السكان إلى الأرياف والمدن الأخرى، مما يجعلها عرضة لمزيد من الحرائق، كما أن هناك حاجة إلى معونات غذائية وطبية لآلاف النازحين في الولاية.
ودعت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ميانمار كريستين سشرانار بيرغينر إلى موقف دولي موحد يمنع تصاعد الأزمة الحالية. وقال مكتب الأمم المتحدة في ميانمار -في تغريدة له- إن الأوضاع الإنسانية والحقوقية والأمنية ازدادت سوءًا في الأسابيع القليلة الماضية في ولاية تشين ومقاطعتي سِيغاينغ ومغوي، وتعيد إلى الأذهان ما حدث في ولاية أراكان المسلمة عام 2017، ومع تزايد الحشود العسكرية في المنطقة فإن المبعوثة الخاصة كررت أهمية إنهاء العنف والتوصل إلى حل شامل عبر الحوار.
وبدورنا ندعو الحكومة العسكرية إلى التوقف عن عمليات التطهير العرقية التي تشن ضد الاثنيات والمذاهب غير البوذية التي طالت المسلمين والمسيحيين على حد سواء، كما نطالب المجتمع الدولي الخروج عن صمته وفرض عقوبات حقيقية ضد النظام العسكري في ميانمار الذي يضرب بعرض كل الأعراف والمواثيق الدولية بقيامه بعمليات ترقى لأن تكون صورة من صورة الإبادة العرقية، أيضًا نطالب الدول المجاورة لميانمار فتح الحدود للاجئين وعدم عرقلة هروبهم من المذابح التي تقام لهم، وتأمين وجودهم في مخيمات اللجوء، خوفًا من تعرضهم لعمليات قتل جماعية كما حدث سابقًا في مخيمات اللجوء في الحدود الهندية.