التقارير

السلطات الفرنسية تصاب بعدوى العنصرية اتجاه اللاجئين من إفريقيا والشرق الأوسط وتفضل عليهم ذوي البشرة البيضاء

قامت السلطات الفرنسية بطرد قرابة 50 شابًا أجنبيًا كان قد تم إيواؤهم في منطقة إيسون قرب باريس، معظمهم من غينيا ومالي وأفغانستان، وسيلقون بالشارع في نهاية الأسبوع، لإعطاء مكانهم للاجئين من أوكرانيا، وإن كانت مقاطعة إيسون تنفي ذلك متذرعة بحجج أخرى.
وأفاد أحد اللاجئين لمصادرنا إنه سيتم طردنا قريبًا، وفي اليومين الماضيين وصل العديد من الأوكرانيين. هل سبق أن طردت المقاطعة أحدا؟ أنا خائف ولم أستطع النوم” غير أن المقاطعة -وإن أجلت طردهم- قررت يوم الثلاثاء إخراجهم من المأوى، وأعطتهم مهلة حتى يوم الجمعة لمغادرة المبنى قبل الخامسة مساءً، دون تقديم أي حل بديل.
ويتم إيواء 49 شابا، معظمهم ممن قدموا استئنافا للاعتراف بأنهم قاصرون، من أجل الحصول على الرعاية من قبل الخدمات الإدارية للمساعدة الاجتماعية للطفولة، وقد تم وضعهم في هذا الفندق السابق للفورمولا 1، الذي تم تحويله إلى مركز إيواء للطوارئ، بعد عملية إيواء نظمتها محافظات منطقة إيل دو فرانس وباريس في 19 يناير/كانون الثاني 2022 بمنطقة بيرسي.
وأفادنا أحد سكان المبنى للموقع واسمه عمر (17 عاما) وهو إيفواري وصل إلى فرنسا في يوليو/تموز 2021 ويدعي أنه لم يكن لديه أي حل للإقامة من قبل: “نمنا لعدة أسابيع هناك تحت الجسر. لقد عشنا دائمًا في الخارج، هذا هو المنزل الوحيد الذي لدينا في فرنسا”.
ويتحدث ساكن آخر يدعى موسى -17 عامًا حسب قوله- عن فزعه، ويقول: “كان من المفترض اليوم أن ندرس. يذهب البعض إلى المدرسة، ويتلقى آخرون دورات مع جمعية الحق في المدرسة أو جمعيات تيمي. لكننا قررنا عدم الذهاب لأننا لسنا في راحة بال. إذا أرادت المحافظة أو رئيس “اكبروا معا” التحدث إلينا يجب أن نكون حاضرين للتعبير عن أنفسنا”.
ويوم الثلاثاء، أخبرهم رئيس الجمعية التي ترعاهم “اكبروا معا”، أنهم سيضطرون إلى المغادرة. ويضيف عمر “أخبرنا أن المحافظة أرادت طردنا منذ فترة طويلة جدًا، وأنه حاول أن يشرح لهم أنه ليس لدينا مكان نذهب إليه. ما فهمناه هو أنهم عليهم إفساح المجال للأوكرانيين. وصل كثير منهم إلى المركز في حافلات، أما بالنسبة لنا فما العمل؟ نفس الحافلة التي أتت بنا إلى هنا ستعيدنا إلى بيرسي لننام تحت خيمة، فليس لدينا مكان نذهب إليه”.
وأفادت مقاطعة إيسون عند اتصال منظمتنا بها قضية طرد الشباب، ولكنها قدمت تفسيرًا مختلفًا، إذ أوضحت أن هؤلاء المهاجرين الشباب قد تم قبولهم في موقعين، ولكن دعمهم بموجب المساعدة الاجتماعية للطفولة في مختلف الإدارات، قد تم رفضه ولم تعترف بقصورهم، والطعون التي قدموها لا تخولهم الدعم، لذلك فهم بالغون ويخضعون للقانون العام.
ومع ذلك، تؤكد عدة مصادر أن مجموعة استغاثة التضامن (SOS /Solidarities) الموجودة في المكان منذ أسبوعين لمرافقة وصول اللاجئين الأوكرانيين الذين وصل 50 منهم في الوقت الحالي ومن المتوقع وصول 90، تخطط بالفعل لاستعادة الغرف لاستقبال الأوكرانيين.
وبدورنا نرى أن الدور الذي تلعبه السلطات الفرنسية يمس بادعاءاتها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وأن بلد للمساوة والحقوق الكاملة للجميع، ونطالب السلطات الفرنسية العدول عن هكذا قرارات التي تفوح منها رائحة العنصرية والكيل بمكيالين، وأن هذه السياسات تضر بالبنية الاجتماعية والثقافية التي حرصت فرنسا على اظهارها للعالم، على الرغم من أن واقع الحال يقول غير ذلك.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى