الصين تجلب مواطنيها قسرًا من خارج الحدود.
جلبت بكين نحو 10 آلاف مواطن صيني من خارج البلاد منذ العام 2014، مستخدمة وسائل قسرية وخارج نطاق القانون. وهذا الرقم قد لا يكون سوى قمة جبل الجليد، في الوقت الذي تلاحق فيه الصين بعدوانية رعاياها في الخارج.
وتعزز الصين قدراتها الأمنية خارج حدودها، وتقوم بعمليات غير قانونية على أراض أجنبية، مستهدفة أشخاصا مطلوبين للعدالة رسميًا في الصين ضمن حملة الرئيس شي جين بينغ لمكافحة الفساد المزعومة.
وهناك قصص وتفاصيل قضايا لأشخاص انتقدوا الحزب الشيوعي الصيني في الخارج، وتعرّض أقاربهم للمضايقة والاحتجاز داخل البلاد من أجل إجبارهم على العودة، ولا يمكننا التصريح بأسماء حتى لا يتعرض أصحابها للاعتقال والتعذيب.
ومن خلال برنامجين يحملان اسم “أوبريشن فوكس هانت” و”أوبريشن سكاي نت”، تًعرض الأشخاص المستهدفون للضغط من أجل العودة إلى الصين من غير إرادتهم، عبر مزيج من الأساليب غير الشرعية من بينها الخطف والمضايقة والترهيب.
وحسب مصادرنا فإن الرعايا الصينيين يتم استدراجهم -في بعض الأحيان- إلى دولة ثالثة مرتبطة باتفاقيات تبادل مجرمين مع الصين.
وعقب نمو الدياسبورا الصينية بمعدل غير مسبوق، مع سعي المزيد من الناس لمغادرة الصين، لم تكن بكين مدفوعة أكثر من أي وقت مضى لتوسيع صلاحيات قواتها الأمنية في الخارج.
وقامت بكين بتنفيذ عمليات خطف عدة في الخارج. ففي عام 2015، خطف بائع الكتب غي مينهاي في تايلند ليظهر لاحقًا في سجن صيني، وبعد عامين اختفى أثر الملياردير جياو جيانهاو من فندقه في هونغ كونغ ويعتقد أيضًا أنه محتجز داخل الصين.
واستنادًا على بيانات حكومية صينية هناك نحو 10 آلاف مواطن صيني أُعيدوا قسرًا منذ العام 2014. ولا تشمل الأرقام المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم لارتكابهم جرائم غير اقتصادية، أو الذين لا ينتمون إلى الحزب الشيوعي الحاكم في الصين.
وندعو المجتمع الدولي الوقوف بحزم ضد ظاهرة خطف المواطنين خارج حدود الدولة، خاصة أن العديد من الدول أصبحت تمارس هذه السياسة المارقة مثل: إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا، ويبدو أن هذه السياسة أمست تروق للقوى العظمى على حدٍ سواء مع الدول ذات الأنظمة القمعية، وهذا بدوره بحاجة لوقفة دولية لمراجعة الأنظمة والقوانين الدولية التي تعالج هذه القضايا والعمل على تطويرها ودعمها بوسائل تنفيذية ناجعة، وإلا سنعود إلى ثقافة الغابة الدولية التي تطل برأسها حاليًا بقوة.