الطالبة مريم بوجيتو؛ ضحية العنصرية المتصاعدة للسلطات الفرنسية.
يتعمد نواب ووزراء ونشطاء فرنسيون مهاجمة القائدة بالاتحاد الوطني لطلبة فرنسا مريم بوجيتو لا لشيء إلا لأنها تلبس حجابها، وبشكل قانوني، مما جعلها تمر بأوقات صعبة.
وسلطت الشابة مريم-التي لا تفارق الابتسامة محياها-، الضوء على بعض ما لحق بها من اليمين المتطرف ومن بعض الجمهوريين.
وتقول إنها لا يمكن أن تنسى يوم 12 مايو/أيار 2018، عندما التقط “الربيع الجمهوري” صورتها المأخوذة من مقابلة أجريت مع قناة “أم 6” وقدمها كفريسة للشبكات الاجتماعية، وما نقموا منها إلا أنها -بوصفها رائدة في اتحاد الطلبة الفرنسيين- قررت لبس الحجاب.
وفي العام 2020، تكرر الجدل نفسه مع فاعلين جدد، بعد أن تم اختيار هذه الطالبة -التي حصلت على درجة البكالوريوس في الآداب- لمتابعة درجة الماجستير في علم الاجتماع، فقد طُلب منها حضور نقاش في الجمعية الوطنية الفرنسية حول آثار جائحة كوفيد-19 على الطلاب. وعلى الرغم من جدية الموضوع وأن الدعوة كانت معروفة للجميع ومخططًا لها منذ زمن طويل، فإن نوابًا من الجمهوريين والنائبة عن الحزب الحاكم “الجمهورية إلى الأمام” آن كريستين لانغ انسحبوا من اللجنة. بصورة متعمدة وبغيضة.
وتعرضت مريم عبر الشبكات الاجتماعية لحملة جديدة من الابتزاز والكراهية؛ شملت إهانات وتهديدات بالقتل وخوف دائم من التعرض للاعتداء في الشارع.
ومن متابعتنا لنشاط هذه الشابة حتى عندما يتعلق الأمر بالعودة إلى الهجمات الأخيرة التي استهدفتها، فإنها – هي حفيدة أحد أبطال المقاومة الفرنسية- تحافظ على هدوئها، وتحاول في كل مرة أن تسمو بنفسها عن مثل هذه الترهات.
ونؤكد عند سماع هذه الأفكار البغيضة التي يروج لها طوال الوقت اليمين المتطرف والجمهوريين، أن هذا خطاب شديد القسوة والخطر ويمهد للاغتيال الفكري والجسدي على حدِ سواء، وأن الجمهورية الفرنسية عندما يتعلق الأمر بحقوق المسلمين فيها تتحول إلى دولة عنصرية ضاربة بعرض الحائط قيمها التي تفتخر بها حول الحرية والعدالة والمساواة.