التقارير

الكراهية المنظمة تزداد للمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية

صوت مجلس النواب الأميركي في ديسمبر/كانون الأول الماضي على مشروع قرار بالموافقة على اقتراح إنشاء مكتب بوزارة الخارجية لمعالجة ظاهرة التحيز ضد المسلمين “الإسلاموفوبيا” قدمته النائبة الديمقراطية إلهان عمر، المسلمة ذات الأصول الصومالية. وجاء التصويت على أساس الانتماء الحزبي حيث وافق على مشروع القرار 219 عضوًا ديمقراطيًا مقابل رفض 212 جمهوريًا.

ولم يتخذ مجلس الشيوخ أي خطوات بعد تجاه مشروع القرار كي يصبح قانونًا حال تمريره وتوقيع الرئيس جو بايدن عليه. ومن شأن مشروع القرار أن يُسمي مبعوثًا خاصًا لرصد ومكافحة الإسلاموفوبيا، وأن يدرج العنف المعادي للمسلمين بالتقارير السنوية لحقوق الإنسان الصادرة عن الخارجية، على غرار ما يحدث مع العداء للسامية.

وفي الوقت ذاته كشف تقرير صدر عن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير” (CAIR) عن زيادة في حالات التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة بنسبة 9% خلال 2021 مقارنة بعام 2020. وتعد كير من أهم المنظمات الحقوقية الداعمة لحقوق المسلمين الأميركيين.

ووثق التقرير الذي جاء عنوانه “لا يزال يشتبه فيه: تأثير الإسلاموفوبيا الهيكلية” (Still Suspect: The Impact of Structural Islamophobia) 6720 شكوى وردت إلى المجلس من مختلف الولايات خلال عام 2021.

وأقرَّ أسد داندايا، مسؤول الاتصال بفرع كير في نيويورك، أن “الزيادة في التمييز ضد المسلمين تظهر أن التعصب الأعمى ضد المسلمين والإسلاموفوبيا لا يزالان بارزين في مجتمعنا. ويجب أن نعترف بخطورة المشكلة لكي نتمكن من التصدي لها”.

وتعلقت الشكاوى بجرائم كراهية وتخريب مساجد وإجراءات تعسفية ضد المسلمين في أماكن العمل والمدارس، وفي معاملات تتعلق بالهجرة والسفر، إضافة إلى سوء التعامل من قبل أجهزة الشرطة، واعتداءات على مسلمات تضمنت محاولات نزع حجابهن، وإغلاق حسابات بنكية دون مسوغ قانوني.

وتضمن التقرير حالات أظهرت أن عدد الشكاوى التي وردت ضد الحكومة وأجهزة إنفاذ القانون ارتفع بمقدار 55%، كما رصد التقرير ارتفاعا مقداره 28% في حوادث الكراهية ضد المسلمين مقارنة بعام 2020.

وقال المدير التنفيذي لمنظمة كير نهاد عوض في تقديمه للتقرير “رغم أن المسلمين الأميركيين يحققون تقدمًا تاريخيًا ومساهمات مهمة على جميع مستويات مجتمعنا، فإن بيانات الحقوق المدنية لعام 2021 تظهر أن الإسلاموفوبيا المنهجية لا تزال تهدد مجتمعنا. يجب على الحكومة الفدرالية معالجة التعصب الهيكلي المعادي للمسلمين في سياساتها الخاصة وتحديات الحقوق المدنية التي تواجه الجالية المسلمة. يجب أن يكون كل شخص في أمتنا قادرا على العبادة والعمل والسفر والذهاب إلى المدرسة بحرية وأمان”.

وتوزعت الشكاوى التي تضمنها التقرير على النحو التالي:

  • ·        2823 شكوى تتعلق بإجراءات الهجرة والسفر
  • ·        745 شكوى تتعلق بالتمييز في مكان العمل
  • ·        679 شكوى من جهات إنفاذ القانون وجهات حكومية
  • ·        553 شكوى تتعلق بالخدمات العامة
  • ·        308 شكاوى تتعلق بحوادث الكراهية والتحيز
  • ·        278 شكوى تتعلق بحقوق المسجونين
  • ·        177 شكوى تتعلق بالحوادث المدرسية
  • ·        56 شكوى تتعلق بحرية التعبير
  • ·        101 شكوى عامة.

ويقول كيفين سينغر-لمصدرنا-، مؤسس ومدير منظمة “جيران مؤمنين” (Neighborly Faith) التي تسعى إلى تحسين العلاقات بين المسيحيين الإنجيليين والمسلمين بالجامعات الأميركية “هذا التقرير الجديد يشعرني بالحزن لأن المسلمين أظهروا أنهم من أكثر المواطنين تفاعلًا وتعاطفًا وهم كذلك بعض المساهمين الأكثر إنتاجية في الصالح العام في مجتمعنا”.

وقال سينغر “نوعية حياتي أفضل بشكل ملحوظ هنا في مدينة رالي بولاية كارولينا الشمالية، لأن هناك الكثير من المسلمين يعيشون هنا. آخر شيء أريده أن يشعر المسلمون بعدم الأمان في مجتمعي، ومع ذلك، فإن عدد الشكاوى من التمييز ضد المسلمين آخذ في الازدياد”.

ويقول مكتب التحقيقات الاتحادي “إف بي آي” (FBI) إن عدد جرائم الكراهية في البلاد ارتفع العام الماضي إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 10 سنوات. ويُرجع بعض الخبراء هذا لتبعات إغلاقات تفشي وانتشار فيروس كوفيد-19.

وعلى سبيل المثال، ارتفعت الحالات المسجلة لمعاداة الآسيويين الأميركيين، وحالات العداء للسامية بنسب كبيرة سجلت أرقاما قياسية العام الماضي. وأشارت رابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة حقوقية تدعم اليهود الأميركيين، إلى زيادة نسبتها 34% في حالات معاداة السامية خلال العام الماضي.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى