التقارير

اللاجئون الفلسطينيون في سوريا يتعرضون للتعذيب والقتل على يد النظام السوري

أكدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، المعنية بشؤون الفلسطينيين في سوريا، أنها وثّقت حتى الآن اعتقال نحو 1800 لاجئ فلسطيني في سجون النظام السوري، منهم 110 سيدات تم اعتقالهن على بوابات ومداخل المخيمات الفلسطينية والحواجز الأمنية التابعة للنظام في المدن السورية.

وقضت 34 لاجئة فلسطينية تحت التعذيب في سجون النظام من دون تسليم جثثهن، بينهن من تم التعرف عليهن من خلال الصور المسربة لضحايا التعذيب، في ظل تكتم أجهزة الأمن التابعة للنظام على مصير وأسماء المعتقلات الفلسطينيات لديها.

ولا تقتصر فئات المعتقلين الفلسطينيين على الراشدين، إذ يعتقل النظام السوري في سجونه السرية عددًا من الأطفال رفقة أسرهم وآخرين اعتقلوا فرادى، في الوقت الذي لا يشفع لهم عمرهم في النجاة من التعذيب، وربما الموت من شدة الضرب والانتهاكات الجسدية.

وعلى الرغم تهديدها بالتصفية والملاحقة الأمنية؛ إن صرحت بأي تفاصيل عن قصة توقيفها، إلّا أنَّ المعتقلة الفلسطينية السابقة ثناء حسين أصرت على أن تروي حكايتها المؤلمة، لاعتقادها أن ذلك قد يحرك العالم لإنقاذ المغيبين في مراكز الاحتجاز السرية لدى النظام السوري.

والسيدة ثناء لاجئة فلسطينية تعيش مع زوجها في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق، حيث شهدت المعارك والحصار قبل سيطرة النظام السوري عليه مطلع مايو/أيار 2018 وفرضه سياسة التهجير القسري على رافضي التسوية، إذ فضل زوج ثناء البقاء مع زوجته داخل المخيم.

وذكرت السيدة ثناء أن زوجها اعتقل ضمن حملات التوقيف لأمن النظام السوري داخل المخيم، وانقطعت أخباره عنها بشكل كامل لعدة سنوات، إلى أن وصلتها أنباء تتحدث عن وفاته تحت التعذيب.

ووصفت السيدة ثناء -لمصادرنا- وهي تغالب الدموع، كيف حضر محققون من أمن النظام واعتقلوها من مكان عملها في بيع الملابس بمخيم اليرموك، واقتادوها إلى فرع الدوريات دون معرفة التهمة الموجهة إليها. حيث نقلوها فيما بعد إلى فرع فلسطين سيئ الصيت، بعد معرفتهم بأنها فلسطينية، وهناك تعرضت للاغتصاب والضرب المبرح بالعصي والسياط من قبل محقق يطلق عليه اسم عزرائيل، رغم توسلها له وبكائها المتواصل.

وبعد 6 أشهر من المعاناة والقهر، حصلت على حريتها بعد تقديم اعتذار بأن الاعتقال كان عن طريق الخطأ، الأمر الذي أحدث أثرًا في نفسها، وأضافت أن الزمن لن يمحوا ما حصل معها طوال حياتها.

والنظام السوري لم يلتزم يومًا بوقف التعذيب، بسبب غض النظر الدولي عمّا يحدث من انتهاكات في الأراضي السورية، بل العكس من ذلك بدأنا نرى تعاون مع هذا النظام على الرغم من ارتكابه لإبادات جماعية واستخدام أسلحة محرمة دوليًا ناهيك عن التعذيب والقتل الميداني وفي سجونه السرية والمعلنة، ونؤكد على ضرورة محاكمة هذا النظام على جرائمه وعدم السماح بالتهرب من العقوبة والمحاسبة الدولية، وهذا بحاجة لنظام حقوقي دولي كفؤ ونزيه نفتقد له حاليًا.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى