بعد مناشدات دولية إندونيسيا توافق على انقاذ لاجئين روهانغيين علقوا بقارب في البحر
بعد غموض في الموقف الرسمي الإندونيسي لنحو أسبوع قامت سفينة تابعة للبحرية الإندونيسية بسحب سفينة خشبية تقل نحو 120 لاجئًا روهينغيًا تعطل محركها وأصابها خرق يهددها بالغرق حسب شهود عيان، وظلت لأيام تترنح وسط مضيق ملقا (بين ماليزيا وإندونيسيا) على مسافة قدرت بين 50 و70 ميلًا بحريًا من أقرب سواحل إندونيسيا.
وقبل أن تتخذ الحكومة الإندونيسية قرارًا بإنقاذ السفينة كان بحارة وصيادون من إقليم آتشيه قد شاهدوا السفينة وهي تترنح على بعد نحو 70 ميلًا من سواحل الإقليم، لكن السلطات لم تسمح لهم بسحب السفينة وإنقاذ من فيها، واكتفت بتزويدهم بالمؤن الغذائية كما ذكر عدد من الصيادين لوسائل الإعلام المحلية.
وانتشرت مقاطع صورها الصيادون بهواتفهم في مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية يتحدثون فيها عن حال اللاجئين الذين على ظهر السفينة، خاصة أنه لن يكون من السهل عليهم الوصول إلى المياه التايلندية أو الماليزية، فاضطرت السفينة للاتجاه جنوبا نحو مياه جزيرة سومطرة الإندونيسية كغيرها من سفن اللاجئين سابقًا.
إثر ذلك ظهر مسؤولون محليون وعسكريون في إقليم آتشيه أمام الإعلام المحلي في محافظة بيرين ليؤكدوا أن السفينة ما زالت خارج المياه الإندونيسية وليست ضمن مسؤولية إندونيسيا القانونية، وأنهم سيرافقونها نحو المياه الدولية باتجاه ماليزيا حتى لا تكون المياه الإندونيسية معبرًا سهلًا للسفن بشكل غير قانوني، وذلك بعد يومين من اقتراب السفينة من المياه الإندونيسية.
وأظهرت صور حصلنا عليها سحب السفينة الخشبية نحو ميناء محافظة لوكسيماوي في إقليم آتشيه (شمال شرق جزيرة سومطرة)، واستغرقت عملية الإنقاذ التي جرت يوم الخميس 13 ساعة، وهي المرة الأولى الذي تتدخل فيها البحرية الإندونيسية لإنقاذ لاجئين روهينغيين من مياه المحيط الهندي.
ونطالب الحكومة الإندونيسية بإنقاذهم أو السماح بإنزالهم على أراضيها، ونذكِّر بالقرار الرئاسي الصادر عن الرئيس جوكوي عام 2016 المعني بحماية اللاجئين، والذي يفوض السلطات المعنية بأن تنقذ وترعى اللاجئين الذين يأتون على متن قوارب قرب إندونيسيا، وقد تم العمل بموجب هذا القرار منذ عام 2018، مما أسهم في إنقاذ أعداد كبيرة من اللاجئين الروهانغيين الذين أبحروا باتجاه إندونيسيا عقب فرارهم من اضطهاد وقمع في بلادهم. ونؤكد على ضرورة تطبيق قيم حقوق الإنسان، وتنسيق الجهود وتوفير الإمكانات لإنقاذ اللاجئين الروهانغيين، وإصدار أمر صريح بالسماح لهم بالنزول في الأراضي الإندونيسية بشكل طارئ، وتقديم الرعاية الصحية والنفسية لهم وتوفير المأوى لهم.