سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقتل العشرات من الأطفال الفلسطينيين وتزج بالمئات في السجون في العام 2022م
في يوم الطفل العالمي الذي يصادف 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، ترسم المعطيات صورة قاتمة عن واقع الأطفال في فلسطين.
فبحسب إحصائية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن 49 طفلاً استشهدوا منذ بداية العام الحالي 2022، منهم 32 طفلاً في الضفة الغربية و17 في قطاع غزة، ليصل العدد الكلي للأطفال الشهداء منذ أيلول/سبتمبر 2000 وحتى الآن إلى 2240 طفلًا.
ويحتجز الاحتلال جثامين 12 طفلا منهم، بحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين، أقدمهم الشهيد محمد الطرايرة الذي استشهد في العام 2016.
وأصغر الشهداء الأطفال المحتجزة جثامينهم هو يوسف صبح (15 عاما) من بلدة برقين قرب جنين شمال الضفة الغربية، والذي استشهد يوم 26 سبتمبر/أيلول 2021 خلال اقتحام الاحتلال قريته.
وتقول والدته رجاء حثناوي لمنظمتنا “استشهد يوسف وقام جنود الاحتلال باحتجاز جثمانه مباشرة، كل ما وصلنا هو الاتصال الذي تلقيناه من الارتباط العسكري الفلسطيني يبلغنا باستشهاده، ومنذ ذلك الحين لا نعلم شيئا عن مصيره”.
الام لتي تشارك في كل الفعاليات التي تنظم للمطالبة باسترداد جثمان ابنها الوحيد، تقول إن جل ما تريده أن تدفنه، أو أن يسمح لها برؤية جثمانه حيث يحتجز، وتضيف “أعلم أن الروح عند الله ولكن من حقي أن أدفن ابني كما يستحق، وألا يبقى بثلاجات الاحتلال ولا نعلم مصيره”.
ومع “قلة الحيلة” التي تعيشها والدة يوسف، باتت مطالبها تنحصر في الحصول تصريح لزيارته وحمل “بطانية” لتخفف عنه برد الثلاجات، وتقول “لا أعلم ما الذي يخيف إسرائيل لتقوم باحتجاز جثمان طفل، وكيف يصمت كل العالم على هذه الجريمة؟”.
واعتقل الاحتلال عام 2022 ما يزيد عن 750 طفلًا، بعضهم تعرضوا لإطلاق النار خلال الاعتقال، ولا يزال 160 طفلًا -بينهم 3 طفلات- في سجون الاحتلال.
والحال لم يكن أفضل في مدينة القدس -الشق الشرقي المحتل عام 1967- حيث وثقت لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين 2719 اعتقالًا بين صفوف المقدسيين منذ بداية العام الحالي، بينهم 586 طفلًا قاصرًا، معظمهم لم تتجاوز أعمارهم 12 عامًا. وقد صعّدت قوات الاحتلال من عمليات اعتقال الأطفال والتنكيل بهم خلال الاعتقال والتحقيق.
وحسب القانون الدولي والإسرائيلي أيضا، يجب أن يتم التحقيق مع الطفل القاصر بوجود محاميه أو أحد أفراد عائلته، لكن هذا لا يحدث مع غالبية الحالات بقصد إدخال الخوف في قلوب الأطفال.
يضاف إلى كل ذلك الاعتقال المنزلي الذي يفرض على كثير من الأطفال المقدسيين المعتقلين، وبعضهم لأكثر من مرة، والذي يتحول الأهل خلاله إلى سجانين لحراسة أبنائهم.
وبدورنا نهيب بالمجتمع الدولي والإنساني الضرب على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي للكف عن التنكيل بالأطفال الفلسطينيين وقتلهم والزج بهم في السجون، دون أي مبرر يتيح ذلك.