التقارير

مجموعات متطرفة في الهند تعرض المسلمات “للبيع” عبر منصات الكترونية

أثار تطبيق جديد “لبيع المسلمات” في الهند بمزاد علني عبر الإنترنت ضجة كبيرة، وهو الثاني من نوعه في الهند في شهور، وهذا دليل آخر وفق ما جاء في تقرير بصحيفة نيويورك تايمز New York Times على الطبيعة المنُظمة للتنمر الافتراضي وما يصاحب ذلك من تهديد بالعنف الجنسي لإسكات كل من تخول لها نفسها أن تظهر كناشطة مسلمة.

والتطبيق الذي تم إطلاقه في يونيو/حزيران الماضي والتطبيق الحالي، تمت استضافتهما من طرف “جيتهاب” (GitHub)، وهي منصة تطوير برمجيات مفتوحة مملوكة لشركة مايكروسوفت ومقرها سان فرانسيسكو؛ في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقص التقرير في البداية قصة الصحفية المسلمة هيبا بيغ التي كانت في زيارة لقبر جدها في نيودلهي في عطلة الأسبوع عندما علمت أنها معروضة “للبيع” بمزاد علني لمن يدفع أكثر، وذلك عبر منصة على الإنترنت، وقد امتلأت شاشتها بالعشرات من المكالمات والرسائل من أصدقاء جميعهم يشاركون نفس لقطة الشاشة للملف الشخصي الذي تم إنشاؤه لها على تطبيق بموقع مزاد مزيف يطلق عليه “بولي باي” (Bulli Bai).

وقد اكتشفت هذه الصحفية السابقة، ذات الحضور الواسع على الإنترنت فور انتباهها للموضوع أنها لم تكن وحدها التي عرضت للبيع، بل إن ذلك طال أكثر من 100 امرأة مسلمة هندية بارزة أخرى، بما في ذلك فنانات وصحفيات وناشطات ومحاميات، كلهنَّ عرضت صورهنَّ على هذا التطبيق دون علمهنَّ في السبت أول أيام السنة الجديدة 2022، ولم تتم إزالة هذا التطبيق من المنصة التي أعد من خلالها إلا بعد 24 ساعة.

و”بولي باي” هو ثاني تطبيق من نوعه يستهدف إهانة المسلمات في الهند، إذ ظهر في يونيو/حزيران الماضي تطبيق مشابه أطلق عليه “سولي ديلز” (Sulli Deals)، وهما مصطلحان عاميان تقصد منهما إهانة المسلمات، وقد ظل ذلك التطبيق نشطًا لأسابيع ولم يتم حذفه إلا بعد شكاوى من الضحايا، وعلى الرغم من أن الشرطة فتحت تحقيقًا في الموضوع، فإنها لم توجه تهمًا لأي شخص في هذه القضية.

وتنتشر كراهية النساء ومضايقاتهن في فضاء الإنترنت في الهند، وهذه “المزادات”، ضاعفت القلق بشأن الطبيعة المنظمة للتنمر الافتراضي، وكيف يتم نشر التشهير المستهدف والتهديدات بالعنف، لا سيما العنف الجنسي، لمحاولة إسكات النساء، لا سيما اللائي ينتقدن بعض سياسات رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وعلقت الصحفية هيبا بيغ على ذلك بالقول: “يهدف التخويف إلى إجبار النساء المسلمات اللواتي يرفعن أصواتهن ضد الظلم على الانسحاب من الحياة العامة؛ لكن ذلك لن يزيدهن إلا إصرارًا”.

ونطالب الحكومة الهندية العمل بجدية على حظر هكذا تطبيقات التي تعود بالهند إلى عهد المتاجرة بالرقيق، والحض على الكراهية الدينية، ونؤكد على ضرورة محاسبة الجهات التي تقف وراء هذه التطبيقات وعدم السماح لها الفلتان من العقاب، كما وندعو المنصات الدولية وخاصة منصة GitHub على عدم التعامل بمثل هذه التطبيقات لما لها من دور شديد في بث الكراهية والاعتداء على الاثنيات المسلمة في الهند.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى