ندوة: برنامج بيجاسوس ودوره في انتهاك حقوق الإنسان
عقدت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان ندوة افتراضية مساء 19 أغسطس/آب 2021 حول برامج التجسس الإسرائيلي بيجاسوس ودورها في انتهاك حقوق الإنسان في عدد من الدول العربية.
أدارت الندوة السيدة سلام صعب، بمشاركة كل من السيد مايكل ايزيكوف، د. وليد جلعود، د. فريد أبو ضهير، د. مروة فطافطة.
نافش المشاركون قيام الحكومة الإسرائيلية بتطوير قدراتها السيبرانية وعلى رأسها برنامج التجسس المعروف باسم “بيجاسوس” الذي تنتجه الشركة الإسرائيلية NSO Group، واستخدامه من قبل الأنظمة والحكومات المختلفة لاختراق هواتف المعارضين والنشطاء السياسيين والتجسس عليهم وعلى سجلات المكالمات والرسائل والصور ووسائل التواصل الاجتماعي.
لقد أدى استخدام هذه البرمجية من قبل مجموعة دول صديقة لإسرائيل إلى إلحاق الضرر الجسيم بالعديد من المؤسسات والشخصيات الاعتبارية والإعلامية على مستوى العالم، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتنصت على محادثات مالك أمازون جيف بيزوس، والصحفي السعودي جمال خاشقجي، والعديد من الشخصيات والمؤسسات الأخرى حول مستوى العالم.
في كلمته، أكد السيد مايكل ايزيكوف، كبير المراسلين الاستقصائيين في Yahoo News، أن المسؤول الاول عن هذا الانتهاك هو الدولة التي اساءت استخدام هذه التقنية مثل السعودية التي استخدمت البرنامج للتجسس على الصحافيين والمعارضين مثل جمال خاشقجي، مما أتاح فرصة قتله والمحاكمة يجب ان تبدأ مع هذه الحكومات، فالسعودية مثلا استخدمت التويتر قبل استعمال بيجاسوس لمراقبة هواتف المعارضين وتتبعهم.
أما د. وليد جلعود، المختص بالأمن السيبراني، تحدث عن خطورة الحرب السيبرانية، ولجوء العديد من الدول إليها للإضرار بخصومها.
وتطرق إلى كيفية عمل برنامج بيجاسوس وخطورته في التجسس، حيث أوضح أنه يقوم أولا بـ”مسح” (Scan) الجهاز المستهدف، ثم يثبت الوحدة الضرورية لقراءة رسائل المستخدم وبريده الإلكتروني، والاستماع إلى المكالمات، والتقاط صور للشاشة، وتسجيل نقرات المفاتيح، وسحب سجل متصفح الإنترنت، وجهات الاتصال. وللتخفيف من الاستهداف علينا مسح الرسائل المهمة دائما والتقاط الانترنت عند الضرورة.
الدكتور فريد أبو ضهير، أستاذ الإعلام والصحافة في جامعة النجاح الوطنية تطرق إلى الجانب الإعلامي والتجسس على الصحافيين وتعاطي الهيئات الصحافية مع الموضوع، وناقش سماح إسرائيل لشركة NSO بيع منتجاتها لدول تنتهك حقوق الانسان مثل السعودية التي كرست أدواتها للمراقبة والتجسس على النشطاء والمعارضين من أجل إخراسهم.
كما أشار الى أهمية دور الصحافيين والنشطاء في تسليط الضوء على الانتهاكات المرتكبة ضد حقوق الإنسان، وانتقد ردود فعل الوسائل الاعلامية والصحافة في العالم العربي والاكتفاء بنقل الخبر بينما تصاعدت الأصوات في أميركا والدول الغربية مطالبين بعقاب المرتكبين.
وفي كلمتها، تحدثت الدكتورة مروة فطافطة؛ مديرة السياسات العامة للشبكة التي تعمل في مسائل القيادة السياسية والحكم والمساءلة، عن التحقيق الذي أجرته الغارديان حول تسرب بيانات 50 ألفاً من أرقام الهواتف، التي كان أصحابها مستهدفين للمراقبة من قبل الحكومات المختلفة باستخدام هذا البرنامج.
وأضافت أن هذه البرامج استُخدمت في تسهيل ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق هائل في مختلف أنحاء العالم، مشيرة أنه من بين المستهدفين لهذا التجسس كان رؤساء دول، ونشطاء، وصحفيون، بما في ذلك عائلة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وأكدت على ضرورة التشدد في مراقبة تجارة هذه البرامج لحين صدور ضوابط عالمية تحدد الاتجار بها.
وفي نهاية الندوة، أوصى المتحدثون بضرورة وضع ضوابط وأطر دولية لتجارة هذا النوع من البرامج التي تشكل انتهاكا لحقوق الانسان بحال اساءة استخدامها.
كما طالبوا باللجوء إلى القضاء الدولي لمحاسبة إسرائيل بسبب الأضرار التي لحقت بالدول والمؤسسات والسياسيين والإعلاميين، نتيجة استخدام هذه البرمجية.