التقارير

ندوة حول الانتخابات المحلية والتشريعية في فلسطين المحتلة

قامت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان (GRW Global Rights Watch) بتنظيم ندوة عبر الإنترنت حول الانتخابات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

عقدت الندوة بتاريخ 16 مارس/آذار 2022 بمشاركة خبراء وإعلاميون وناشطون سياسيون حيث ناقشوا العملية الانتخابية المحلية التي جرت الجولة الأولى فيها في 11 ديسمبر/كانون الأول 2021، في 376 قرية، معظمها من السلطات المحلية الريفية في الضفة الغربية.

بينما تعقد الجولة الثانية في 26 مارس/آذار 2022 وتشمل 102 هيئة محلية منها الأكبر في الضفة الغربية، وكانت حركة حماس قد امتنعت عن تنظيم هذه الانتخابات في قطاع غزة في ظل مطالبتها بإجراء انتخابات وطنية تشريعية ورئاسية أولا.

وفي أبريل/نيسان الماضي، نددت فصائل فلسطينية بشدة بقرار الرئيس محمود عباس تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية التي لم تنظم منذ 15 عاما لكن جرت انتخابات بلدية قاطعتها حماس أيضا، في العام2017.

في كلمته، قال السيد عارف جفال – مدير المركز العربي للديمقراطية والانتخابات – إن “العائلة” طغت على العملية الانتخابية وتقدمت على الأحزاب التي خسرت أمامها.

وأضاف ان حركة فتح، فازت بـ 28 هيئة محلية من أصل 75 مجلساً خاضت الانتخابات فيها باسم كتلة “البناء والتحرير” من أصل 153 مجلسا جرت فيها الانتخابات والمنافسة، وأشار إلى ارتفاع نسبة المشاركة المجتمعية، ما يشير إلى أن الناس بحاجة لممارسة الديمقراطية في ظل الغاء الانتخابات التشريعية.

وأشار إلى أن حركة حماس شاركت بالانتخابات من خلال أشخاص مؤيدين لها وبالتالي لم يكن هناك مقاطعة فعلية.

وتحدث عن الخلاف بين فتح وحماس، قائلاً إنه يعود لعدة أسباب أبرزها أن القيادة الفلسطينية القائمة في رام الله ظلت تعمل وفق الخطوط العريضة لمنطلقات أوسلو الرامية إلى إقامة الدولتين، وبعد تضاؤل الاحتمالات بتحقيق التسوية عن طريق المفاوضات قامت أغلبية عريضة من الفلسطينيين من بينها حماس لم تعد تؤمن بإمكانية تحقيق هذه النتيجة.

وفي كلمته، قال الصحفي والإعلامي السيد سامر خويرة إن هناك مشاكل كثيرة يعاني منها الشباب، وأن هموم المشاكل الاجتماعية تطغى على المشاكل السياسية، ومع ذلك فقد كانت مشاركت الشباب كبيرة على مستوى الترشح والتصويت مشددا على التحديات المرتبطة بالفرص المتاحة للمشاركة الاجتماعية أو السياسية، أو الافتقار إلى الرؤية السياسية.

وأضاف أن هناك عشرات الشباب لا يبدون متحمّسين للمشاركة، بسبب انشغالهم بالهموم الاقتصادية، فضلا عن حالة الإحباط التي تسود أوساطهم جرّاء الانقسام السياسي الداخلي منذ عام 2007، وتداعياته.

ويرى خويرة أن عدم ممارسة فئة الشباب للعملية الانتخابية في السنوات السابقة، أدت إلى عدم نضوج ووضوح الكثير من تفاصيلها لديهم، مضيفأ “أننا ربما نسمع عن كتل شبابية كثيرة، لكن ذلك لن ينجح طالما لم يستطيعوا توحيد هويتهم بكتلة واحدة تعبّر عنهم”.

وقال إن إقامة الانتخابات لا تعني نهاية الانقسام، لكنها بداية لعمل شاق لحل كل نقاط الخلاف بين الطرفين (فتح وحماس)، مؤكداً أنه “لو جرت الانتخابات، فإنها لا يمكن أن تكون جزء من عملية ديمقراطية، لأنه لم يسبقها إصلاحات في الضفة وغزة، على مستوى الأفراد والجماعات”.

اما السيد فريد طعم الله – الناطق باسم لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية- فتحدث عن هيئات الرقابة المحلية والدولية وكيفية اختيارها وطريقة عملها ودورها لضمان شفافية ونزاهة العملية الانتخابية.

 مع الانطلاق الفعلي لعمليات الانتخابات بتسجيل الناخبين والقوائم المرشحة، قبيل انطلاق مرحلة الدعاية ويوم الاقتراع تسارعت جهود مؤسسات المجتمع المدني لتشكيل فرق رقابة محلية حيث تم التدريب على عملية الرقابة ومتطلباتها، مؤكداً أن المراقبين سيوزعون على كل المحطات داخل مراكز الاقتراع.

وأشار طعم الله إلى أن المراقبة تفتح للشباب فرصة مهمة للانخراط في الحياة السياسية، وأن يكون لهم دور فاعل في هذه العملية الديمقراطية.

وقال إن هيئات الرقابة المحلية يجب أن تكون غير ربحية، وأن تكون معتمدة وفق قانون الجمعيات الأهلية، وألاّ تكون مرتبطة ماليّاً أو إداريّاً أو تنظيميّاً بأي حزب سياسي أو قائمة انتخابية أو مرشّح للانتخابات، وأن تكون هيئة الرقابة المحلية مختصة بتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق الإنسان.

كما شدد السيد طعم الله على أهمية مشاركة النساء في العملية الانتخابية في كافة مراحلها، مشيراً “إلى أنَّ نسبة النساء في القوائم التي قدمت للجنة الانتخابات المركزية بلغت 20% وهي أقل من النسبة في الانتخابات السابقة”.

ولفت إلى عدم وجود اختراق أو تطور فيما يتعلق بمشاركة المرأة بالترشح للانتخابات، وأن المشكلة لا تزال قائمة في عدد النساء المرشحات، وعلى خلاف فئة الشباب المرشحين ضمن القوائم، والتي وصفها طعم الله “بالجيدة”؛ حيث وصلت نسبة مشاركة من هم أقل من أربعين عاما إلى 47%، فإن نسبة مشاركة المرأة تراوح مكانها تقريبا” دون حدوث تغيير.

التوصيات

  • العمل على لحل كل نقاط الخلاف بين (فتح وحماس) وعلى إجراء، إصلاحات في الضفة وغزة، على مستوى الأفراد والجماعات.
  • تشجيع فئة الشباب على العملية الانتخابية والعمل على توعية الشباب وتوحيد هويتهم بكتلة واحدة تعبّر عنهم.
  • تفعيل الدور الإعلامي والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني الموكلة بالدفاع عن حقوق الانسان، وتسليط الضوء على حق المواطنين بالمشاركة بالقرار السياسي وعدم إلغاء الانتخابات تحت أي ظرف.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى