ندوة حول الانتهاكات الإسرائيلية الإجرامية بحق الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
قامت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان (GRW) بتنظيم ندوة عبر الإنترنت حول الممارسات الإسرائيلية الإجرامية بحق الصحفيين الفلسطينيين واستمرار انتهاك المواثيق الدولية والإنسانية مع ضمان تام للإفلات من العقاب.
عقدت الندوة مساء الأربعاء 29 يونيو/زيران 2022 شارك فيها صحفيون فلسطينيون ممن تعرضوا شخصياً للاعتداءات الإسرائيلية في الميدان، حيث تم تسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال المختلفة بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية.
أدارت الحوار السيدة شيرين الخطيب- مدير برامج في مركز مدى الإعلامي، وشارك بالندوة كل من: الصحفي أحمد ملحم من وكالة وطن للأنباء، والصحفي حافظ أبو صابر من تلفزيون رؤيا الإخباري، والسيدة عزيزة نوفل من منظمة مراسلون بلا حدود.
تحدث الصحفي أحمد ملحم عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين، من قتل وقنص بالرصاص، كما حدث مع الصحفية شيرين أبو عاقلة، وتعامل وحشي واعتداء جسدي وملاحقات أمنية.
لفت ملحم، إلى أن الاحتلال ارتكب أكثر من 800 انتهاكا بحق الإعلاميين في الأراضي الفلسطينية المُحتلّة، منذ بداية عام 2021، مشيرا” إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي، الذي تسبب في مقتل صحفي وعدد من الاصابات بجراح مختلفة بالإضافة الى تدمير مؤسسات إعلامية، هذا بالإضافة إلى الاعتقال الإداري للصحفيين في السجون الاسرائيلية والذي يجدد اعتقال بعضهم عدة مرات مثل الصحفي نضال ابو عكر الذي جدد اعتقاله بعد اعتقال دام من 23 شهرا”.
كما تحدث السيد ملحم عن محاصرة المحتوى الفلسطيني حيث تم توثيق 75 انتهاكاً للمحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي هذا العام، معظمها عبر موقع فيسبوك. ونوه ملحم، إلى أن تغاضي المؤسسات الدولية عن اعتداءات الاحتلال شجع مرتكبيها على الاستمرار في الإجراءات التعسفية ضد الإعلاميين ومؤسساته، وأنه منذ شهرين فقط تتم تقديم بدعوى الى الجنائية الدولية بشأن هذه الانتهاكات وهي بجاجة لدعم عربي ودولي لمحاسبة إسرائيل على جرائمها وعدم الافلات من العقاب.
السيد حافظ أبو صبرا تحدث عن عدم احترام إسرائيل للمواثيق الدولية فهي تستهدف الصحفيين رغم ارتداءهم الزي الصحفي والذي يبين بشكل واضح انهم صحفيون، وأن هذه الانتهاكات تطال جميع الإعلاميين سواء كانوا محررين أو مراسلين ومصورين وحتى من يعملون في المؤسسات الصحفية والإعلامية الكبرى.
ولفت أبو صبرا إلى سياسة التضييق على الصحفيين الفلسطينيين وقمع وسائل الإعلام من تغطية الأحداث من الجانب الفلسطيني أثناء الحرب الأخيرة خصوصا، بهدف “إضفاء الشرعية والمصداقية للرواية الإسرائيلية أمام العالم منتهكة القوانين الدولية ومقوضة حق الناس بمعرفة الحقيقة”.
كما شدد أبو صبرا على ضرورة توفير الحماية الاجتماعية للصحفيين المحليين الذين يعملون في المواقع الاجتماعية، إذ أنهم معرضون للاستهداف والأسر دون تامين أي تعويض لأسرهم من قبل المؤسسات التي يعملون بها.
وأشار السيد أبو صبرا أيضا إلى أداء الإعلام الفلسطيني في نقل الصورة الواقعية للقضية الفلسطينية بالمقارنة مع الإعلام الاسرائيلي الذي تؤمن له موازنات عالية والتي تبذل جهودا كبيرة سعيا للحصول على تأييد دولي عالمي فيما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والتأثير في الرأي العام.
ولفت أبو صبرا إلى معاناة الصحفي الفلسطيني للوصول إلى المعلومة وتقييد حركته وشدد على التأثير السلبي لاستهداف المحتوى الفلسطيني واغلاق صفحات الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي وفصل صحفيين بحجة معاداة السامية.
الصحفية عزيزة نوفل من منظمة مراسلون بلا حدود قالت إنه لا نستطيع فصل أو تمييز الاعتداءات التي تتعرض لها الصحافيات عن تلك التي يتعرض لها زملاؤهم من الصحافيين” مشيرة إلى أنه يتم في كثير من الأحيان استهدافهم بشكل متعمد ومباشر، وأشارت إلى تعرضهن للاعتقال والاحتجاز والاستدعاء والمنع من السفر.
كما شددت نوفل على ضرورة حماية الصحفيين الذين يعملون في المواقع الإلكترونية والمؤسسات الإعلامية الصغيرة والذين ليس لديهم القدرة على شراء سترات واقية ووسائل الحماية في الميدان وكذلك الصحفيون المستقلون، نتيجة عدم تمتعهم بأي حقوق عمالية من تعويضات في حال الإصابة أو الوفاة لعدم وجود عقود، مما يزيد من التحديات التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون من خلال العمل في بيئة غير آمنة.
وشددت الصحفية عزيزة نوفل على أهمية الدورات التي تقوم بها منظمة مراسلون بلا حدود وغيرها من المراكز لتدريب الصحفيين على اتخاذ الإجراءات الوقائية في الميدان ومنها الوقوف في منطقة محايدة وارتداء الزي الذي يبين انهم صحافيين.
التوصيات:
-الدفاع عن الصحفيين ووسائل الإعلام التي تتعرض لانتهاكات وتقييدات تمس الحريات والحقوق المكتسبة؛ ومجابهة الإجراءات التعسفية؛ ومنع أي اضطهاد يمس حرية التعبير عن الرأي؛ وكشف الحقائق، وكل ما يتصل بممارسة المهنة.
-اتخاذ التدابير الوقائية الضرورية من سترات واقية والوقوف باماكن محايدة وتوفير الحماية القانونية والوقائية واخذ الاحتياطات اللازمة.
-ضمان توفير الرعاية الصحية والتأمينات الخاصة بالعمل والحوادث ومخاطر مهنة الصحافة.
– تفعيل الدور الإعلامي وإيصال الصوت إلى منظمات المجتمع الدولي الموكلة بالدفاع عن حقوق الانسان والمحاكم المختصة لمحاكمة اسرائيل على جرائمها في الاعتداء على الصحفيين.