التقارير

وقف التنفيذ؛ سجن بلا أسوار للأسير الفلسطيني المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي

يُعرف “وقف التنفيذ” قانونيًا بأنه الفترة التي تلي عملية الإفراج عن المعتقل، وتسجل في ملفه أنه من أصحاب السوابق، ووفق القوانين الخاصة بسلطات الاحتلال الإسرائيلية، وفي الحالة الفلسطينية الأمر مختلف تمامًا.

يستخدم الاحتلال سياسة “وقف التنفيذ” على أي تهمة يلقيها على الفلسطينيين؛ منها إلقاء الحجارة أو حيازة السلاح، وحتى أي نشاط سلمي مقاوم، وكأنه رصيد سجن مرة أخرى، ولكنه مؤجل لما بعد الإفراج.

ويعتبر قرار عسكري غير قابل للنقاش، لأنه من منطق الأوامر العسكرية الاحتلالية التي تسعى مجتمعة للسيطرة على الشعب الفلسطيني والتنكيل به وقمعه.

عدا عن أنه يعتبر ضغطًا على الأسير المحرر والمحكوم عليه بوقف التنفيذ؛ لأنه يشكل مانعًا لكل مؤسسة تحاول توظيفه أو التعاون معه، وخاصة المؤسسات الدولية، لكون ذلك يفتح عين الاحتلال عليها.

ويصف هاشم تكروري الأسير المحرر ومدير مركز مفكرون من أجل فلسطين وقف التنفيذ بأنه سيف على رقبة الفلسطيني المعتقل، إذا ما أعيد اعتقاله بتهم أمنية مشابهة، وكأنه حكم فوق الحكم.

وفي مرات كثيرة يتم الاستهانة بوقف التنفيذ، وكأنه لا معنى له بعد انتهاء فترة أسر الفلسطيني، ولكن الحقيقة أنه تغليظ للعقوبة على الأسير المحرر، وفق دكتور تكروري.

وحسب وصف د. تكروري؛ فالقرار العسكري يكون بالسجن الفعلي لمدة معينة، ومن ثم وقف للتنفيذ لمدة أخرى، وبعدها غرامة مالية تفرض على الأسير، وكأنه يعاقب أكثر من مرة على ذات التهمة.

وهو صورة من صور التعسف والعنصرية، تمارس على الفلسطينيين بمختلف أعمارهم، من قاصرين وبالغين، وكأنه مراقبة بعد الإفراج، الذي لم ينتهِ بعد، وهو مخالف للقوانين والأعراف الدولية.

وتعرض عشرات الآلاف من الفلسطينيين ويلات وقف التنفيذ، الذي يُرافق مرات كثيرة بمنع للسفر والتحرك، وحتى النشاطات الاجتماعية العادية، في تكبيل واضح لأي فلسطيني فكر في مقاومة المحتل، أو حتى أراد الاحتلال استهدافه لمجرد الشكوك.

وبدورنا نرى ونؤكد أن الأحكام العسكرية بمجملها والصادرة عن سلطات الاحتلال غير شرعية ومخالفة للمنظومة الحقوقية الإنسانية الدولية وإسرائيل مستمرة بضرب كافة الشرائع الدولية بعرض الحائط لما تجده من تواطؤ دولي معها، خاصة من الولايات المتحدة الامريكية ودول أوروبا الغربية، التي تقف أمام أي قرار دولي يدين الاحتلال الإسرائيلي ونظامه العنصري.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى